أ – تعريف ومفهوم المتبرع:
إن التوجه نحو العملاء في جميع مؤسسات المجتمع قد أصبح سمة واضحة للإدارة الحديثة، فالعميل هو الذي يدفع قيمة السلع أو الخدمات بل و رواتب الموظفين و إيجار المكان إذ لا يمكن أن تنجح مؤسسة لا تخدم عملاءها وترضيهم وتتوجه إليهم في سياساتها وعملياتها.
وعميل المنظمات الخيرية يختلف بعض الشيئ عن عميل المنظمات غير الخيرية، فعلى سبيل المثال: في المنظمات الخيرية يدفع قيمة الخدمة غير المستفيد منها - غالباً -، مما يجعل عملاء المنظمات الخيرية نوعين:
أولاً: المتبرع: الذي يدفع قيمة الخدمة، سواء أكان دفعاً مباشراً لقيمتها أو بقيامه هو بها.
ثانياً: المستفيد: الذي يستفيد من هذه الخدمة سواء دفع قيمتها أو لم يدفع قيمتها.
إذن فالمتبرعون وهم: كل من يدفع باختياره مبلغا أو جهدا أو أي شيء ذا قيمة مادية لتقوم المنظمة الخيرية بأعمالها، أيضاً نوعان هما:
1ـ المتبرعون بالمال.
2ـ المتبرعون بالجهد ويطلق عليهم المتطوعون.
ويمكن تمثيل عملاء المنظمات الخيرية بالشكل التالي:
ب – أهمية المتبرع:
لا يمكن أن تقوم أية منظمة وتستمر إلا بالاعتماد على عملائها في قيامها واستمرارها، فلو أن مصنعا ينتج بضاعة جيدة لا يوجد من يشتري إنتاجه فلا شك أنه سيتوقف، وكذلك لو أن محلاً تجارياً لا يوجد من يشتري منه أو مؤسسة خدمات لا يوجد من يرغب في دفع قيمة خدماتها أو غير ذلك، لا شك أنها سوف لن تستمر ولا يمكن أن تستمر إلا بوجود العملاء والاعتماد عليهم.
وتمتاز المنظمات الخيرية بأن جزء من عملائها لا يدفعون شيئاً مقابل الخدمات التي يأخذونها، على خلاف المنظمات غير الخيرية فمن يريد شيئاً يدفع قيمته، وأن عملاء المنظمات الخيرية المتبرعين بنوعيهم هم الذين تقوم عليهم هذه المنظمات، ومنهم تستمد أصولها وسيولتها وقدرتها على الاستمرار والعطاء لتحقيق أهدافها.
ولأن جوهر التسويق يقوم على علم وفن إيجاد العملاء والمحافظة عليهم وتنميتهم. فإنه يجب أن توقن جميع المنظمات أن للعملاء والمتبرعين في الوقت الحاضر خيارات أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي فالمنظمة التي لا تركز بحزم على عملائها وعلى العمليات التي تنتج قيمة لهم لن تعمر طويلاً في هذا العالم.
ونظراً لأهمية المتبرعين للمنظمات الخيرية فإنه لا يمكن الحديث عن إدارة المنظمات الخيرية أو تسويقها لبرامجها بدون الإشارة إلى المتبرعين والمتطوعين، ولذا كان من اللجان المهمة في أي منظمة خيرية لجنة للتنمية تقود إسهام مجلس الإدارة في تنمية وجمع الأموال، وتقوم مجالس إدارة هذه المنظمات بالتقييم لعملها بصفة دورية من أجل الوصول إلى رضا المتبرعين، وهو من القضايا المرافقة للتخطيط الإستراتيجي من قبل مجالس هذه المنظمات ، ومن هنا يتضح بأن جمع التبرعات يعد من أهم مهمات مجلس إدارة المنظمة وينبغي ألا يكتفي العضو بأن يصبح ذا مكانة اجتماعية تدعو للفخر، لا بل هو أحد المسؤوليات العشر الأساسية لمجلس الإدارة في أي منظمة خيرية.