أ – تعريف المنظمة:
تعددت تعاريف المنظمة وفق الاتجاهات المختلفة للمدارس الإدارية:
- فعرفت من قبل أصحاب الاتجاه الاجتماعي: على أنها تنظيم اجتماعي يحتوي على فعاليات ونظم اجتماعية محددة متخصصة.
- وعرفت من الجانب الوظيفي: بأنها عملية تهدف إلى توجيه وتوظيف جهود عدد من الأفراد لتحقيق هدف معين.
- وعرفها أصحاب الاتجاه الهيكلي: أنها تنظيم هيكلي يحدد بشكل دقيق مواقع عمل الأفراد والجماعات في المنظمة.
- وعرفها أصحاب المدرسة السلوكية بأنها: نشاط إنساني موجه لتحقيق هدف أو أهداف محددة.
- واهتم كتاب الإدارة الحديثون بالمنظمة بجميع جوانبها فقالوا: إن المنظمة نظام تعاوني يقوم على أساس تعاون شخصين أو أكثر من أجل تحقيق هدف معين، وهي تمثل نظاماً مفتوحاً، وترى نظرية النظم أن المنظمة يجب أن تدرس ككل مع الأخذ في الاعتبار العلاقات المتداخلة بين أجزائها وعلاقة المنظمة ببيئتها وعرفها بعضهم بأنها: مجموعة من الناس يعملون معاً خلال مدة من الزمن لتحقيق هدف أو غرض مشترك.
وتختلف المنظمة عن المجتمع بأنها توجد لغاية مقصودة ،ولا تبنى على أساس الطبيعة النفسية والحاجات البيولوجية للناس، كما أن المنظمات متخصصة وتعرف من خلال مهامها، وهي التي تشكل المجتمعات بمختلف تخصصاته في المجتمعات الحديثة، والمنظمة تقوم لتحقيق أهداف غالباً ما يكون المستفيد منها خارج المنظمة أما المجتمع والعائلة فهما موجودان لذاتهما.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه المجتمع والحي والعائلة مؤسسات محافظة، تحاول باستمرار أن تمنع التغيير أو على الأقل أن تبطئ فيه، يلاحظ أن المنظمات تعتبر عاملاً لعدم الاستقرار أي أنها تصمم لتكون قادرة على التغير بشكل مستمر وقادرة على الإبداع والتخلي حتى عن نفسها.
ب – المنظمة الخيرية:
تختلف الأسباب الداعية إلى تكوين المنظمات حسب الحاجة التي أنشئت المنظمة من أجلها، وبالتالي يمكن تصنيف المنظمات من حيث الحاجة لاستهداف الربح إلى نوعين:
النوع الأول: منظمات ربحية: تستهدف الربح وتسعى إليه وأقيمت من أجله، وقد تغلق لو زادت مصاريفها ونفقاتها على مقدار الدخل الذي تحصل عليه ما لم تدعم مادياً.
النوع الثاني: منظمات غير ربحية: لا تستهدف الربح ولم تنشأ من أجله وإنما أنشئت من أجل حاجات أخرى لفئات مختلفة في المجتمع ويمكن تمييز نوعين من المنظمات غير الربحية:
أ) المنظمات الخيرية: وهي المنظمات التي تعنى بحاجات الذين لا يستطيعون سد حاجتهم بأنفسهم سواء كانت الحاجة مادية أو صحية أو تعليمية أو غير ذلك، وتقوم على التبرعات والهبات.
ب) المنظمات غير الربحية وغير الخيرية: وهي التي تعنى بحاجات الذين لهم الهواية نفسها أو يشاركون في النشاط الاجتماعي أو الرياضي نفسه، مثل النوادي الرياضية ومنظمات هواة جمع الطوابع وما شابه ذلك، وتقوم على الاشتراكات وأحياناً الهبات.
ويمكن توضيح موقع المنظمات الخيرية بالشكل التالي:
ويمكن المقارنة بين المنظمات الربحية وغير الربحية بالجدول التالي:
جدول (1 - 1): المقارنة بين المنظمات الربحية وغير الربحية
المنظمات غير الربحية
|
المنظمات الربحية
|
لا تملك رأس مال ولا أصول ابتدائية وإنما توهب لها
|
تملك رؤوس أموال وأصول ابتدائية
|
ليس لها ملاك وإنما لها أمناء
|
لها ملاك ومساهمون
|
لا تستهدف الربح ولا تسعى إليه
|
تستهدف الربح وتسعى إليه
|
ليس فيها أرباح ولا خسائر
|
لها دورة مال (أرباح وخسائر)
|
يعمل فيها متطوعون كثر
|
لا يعمل فيها متطوعون غالباً
|
ويمكن المقارنة بين المنظمات غير الربحية الخيرية منها وغير الخيرية بالجدول التالي (الحكم بالغالب):
جدول (1 - 2): المقارنة بين المنظمات الخيرية والمنظمات غير الربحية وعير الخيرية
المنظمات غير الربحية وغير الخيرية
|
المنظمات الخيرية
|
تخدم أعضاءها
|
غالبا ما تخدم غير أعضائها
|
تكثر فيها الاشتراكات والرسوم
|
يكثر فيها التبرعات والهبات
|
تجمع ذوي الرغبات والميول المشتركة
|
تجمع الناس بالأهداف والقيم ولو اختلفت رغباتهم الأخرى
|
ج – أهمية المنظمات الخيرية:
بادئ ذي بدء يجب أن نشير إلى أهمية المنظمات بصفة عامة في المجتمع، فالمنظمات لها تأثير واسع في حياتنا، سواءً أكان ذلك بإرادتنا أو للضرورة الاجتماعية، كما أنها - أي المنظمات - هي القواعد التي يستند إليها في تطوير المجتمع اقتصادياً واجتماعياً، وتنبع أهميتها من عدة أمور هي:
1) أنها هي حجر الأساس في المدنية الحديثة، كونها تمثل عنصر التطوير والتحديث في المجتمع.
2) أنها هي الوحدات التطويرية الأساس في إثراء البشرية وتقدمها لكونها المستخدم والموزع للمصادر والموارد والإبتكارات بشكل يؤدي إلى اشباع الرغبات الإنسانية بشكل واسع.
3) أنها هي القائدة لعمليات التغيير والرائدة فيها لأنها تقود عمليات التغيير المجتمعي والحياتي.
4) أنها تمثل وحدات صنع القرارات المستقبلية والتطويرية، وبالتالي تحدد الحياة في المستقبل.
5) كونها تشكل تأثيراً كبيراً على المجتمع بصفة عامة وسلوكيات أفراده، لأنها وسيلة إشباع الرغبات والحاجات الإنسانية والاجتماعية.
6) نظراً لأنها تشكل مصدر الدخل لغالبية الناس في المجتمعات الحديثة.
7) من خلال الخدمات التي تقدمها المنظمات الخيرية للمجتمع وأفراده وهي كبيرة جداً، وتساهم في قيام المجتمعات واستقرارها ونموها لمستوى مرموق، كما يقال: "إن تشجيع وتبني المنظمات غير الربحية المستقلة في القطاع الاجتماعي تعتبر خطوة هامة من أجل تغيير أسلوب الحكومة وجعلها تعمل من جديد".
مساهمة المنظمات الخيرية في بناء المجتمعات:
تساهم المنظمات الخيرية في بناء المجتمعات وتطويرها ورقيها وتقدمها من خلال قيامها بالأمور التالية:
أ) إكمال جوانب القصور في القطاع الحكومي وفي الخدمات التي تقدم للمجتمع سوء أكانت خدمات اجتماعية أو صحية أو علمية أو ثقافية أو ترفيهية أو غير ذلك.
ب) إتاحة المجال لأفراد المجتمع للمساهمة الفعالة في حل مشاكل المجتمع، من خلال قنوات واضحة وصحية وسليمة، مما يساعد على تماسك المجتمع ووجود الألفة بين أفراده وشعورهم بالانتماء إليه.
ج) قدرتها على كسب رضا المجتمع وإثارة حماسه أكثر من المنظمات الحكومية الأخرى أو الأهلية، وذلك لكونها لا تستهدف الربح مما يعطي لها مصداقية خاصة، وحسب إحصائية الولايات المتحدة لعام 1994م: كان معدل ساعات التطور في العمل الخيري موازياً لعمل 9.000.000 موظف.
د) استغلال أوقات وطاقات وأموال المجتمع بما يعود عليه بالخير والنفع بدلاً من هدرها فيما لا نفع فيه، ويتم ذلك بأسلوب مؤسسي منظم يعطي أكبر عائد لهذه الأموال والجهود والطاقات، ويشعر فيه الفرد بأن عمله مقدر من المجتمع بشكل عام، وحسب الإحصائية السابقة بلغ ما تطوع به من وقت قيمة 176.000.000.000 دولارا أمريكيا وكان مجموع الساعات التي قدمها المتطوعون تساوي 20.500.000.000 ساعة.
هـ) تعطي قوة داخلية للمجتمع من حيث التماسك والحيوية والانتماء وتساعده وتعينه على أن يكون كتلة واحدة ضد أي عدو يتربص به، كما قال "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، إن ما تقدمه المؤسسات غير الربحية للمتطوعين لديها قد يكون أكثر أهمية مما تقدمه لمتلقي الخدمات التي تقدمها
و) تحافظ المنظمات الخيرية على المواطنة وعلى مسئوليات وحقوق المجتمع المدني، وبذلك تمثل المواطنة، وتمثل أيضاً الإعتزاز المدني الذي هو غاية الجماعة، فهي المجال الوحيد الذي يمكن أن يتم فيه إشباع حاجة المواطنة حيث يستطيع الأفراد أن يساهموا فيه.
مساهمة المنظمات الخيرية في بناء الفرد:
أ) تمكن الفرد من الحصول على الفضائل المترتبة على الصدقة، وتيسير ذلك له عبر مؤسسات موثقة.
ب) تخلق الشعور بالرضا والطمأنينة والسعادة والراحة لدى الفرد، وهذه نعمة من الله لمن أخلص النية لله وقصد مرضاته وحده.
ج) إعانة الأفراد على تحقيق الأهداف التي يريدونها من خلال عمل مؤسسي ومن خلال التعاون بينه وبين أفراد المجتمع.
د) مساعدة الفرد المتصدق بالمال أو الجهد والوقت على معالجة الشح والأنانية من نفسه، وتدريب نفسه تدريباً عمليًا على ذلك قال الله عز وجل: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}[الحشر:9] فما تقدمه المؤسسات غير الربحية للمتطوعين لديها قد يكون أكثر أهمية مما تقدمه لمتلقي الخدمات التي تقدمها.
هـ) فتح مجالات للعمل التطوعي للأفراد لخدمة المجتمع، وهذا ما يساعدهم على استغلال طاقاتهم وأوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع وعلى مجتمعهم بالنماء والرقي.