هنا تكمن الفضيحة، إذا سوقت نفسك بدون حقيقة، فهذه فضيحة في الدنيا قبل الآخرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المتشبِّع بما لم يُعْطَ؛ كلابس ثَوْبَيْ زور)).
قال النووي -رحمه الله-: قال العلماء: معناه: المُتكثِّرُ بما ليس عنده؛ بأنْ يُظهر أنَّ عنده ما ليس عنده؛ يتكثَّرُ بذلك عند الناس، ويتزيَّن بالباطل، فهو مذمومٌ كما يُذمُّ مَنْ لَبِسَ ثَوْبَيْ زور.
قال أبو عبيد وآخرون: هو الذي يلبس ثيابَ أهل الزهد والعبادة والورع، ومقصودُهُ: أن يُظهرَ للناس أنَّه مُتَّصِفٌ بتلك الصفة، ويُظهرُ من التخشُّعِ والزهد أكثرَ مما في قلبه؛ فهذه ثياب زور ورِياء، وقِيل: هو كمَنْ لَبِسَ ثوبين لغيره، وأوْهَمَ أنهما له.
أما فضيحةُ الآخرة؛ فهي الأشد والأنكى، حين يُسَمَّعُ بِمَنْ سَمَّعَ، ويُراءَى بمَنْ راءى، قال صلى الله عليه وسلم: ((من سَمَّعَ الناسَ بعملهِ: سَمَّعَ الله به مَسَامِعَ خَلْقِهِ يومَ القيامة، وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَه)).