3- المهارات التسويقية:
التسويق أعم من الإقناع من جهة أن أحد وسائله الإقناع، وقد تحدثنا عن مهارات الإقناع فيما سبق وما نريد أن نلمح إليه الآن أن المهارات التسويقية تتجاوز البيع الشخصي الذي هو أحد وسائل الترويج والذي عادة ما يتحدث الناس عن الإقناع فيه، ولذا يجب أن يتوافر للشخص مع مهارة الإقناع مجموعة من المهارات التسويقية لكي يتمكن من تسويق مشروعه وبالتالي تحويل فكرته لمشروع.
المهارات التسويقية كثيرة، وعادة ما يتعامل مع التسويق بفريق كامل للتسويق، إلا أننا هنا سنتحدث بإيجاز عن بعض المهارات التسويقية الأولية التي يحتاجها الشخص ليحول أفكاره لمشاريع:
القدرة على تشكيل المنتج الذي سيسوق: فلا يمكن أن يسوق ما لا يعرف أو ما لم يحدد تحديداً كافياً، ويشكل على بعض الناس أنه لا يستطيع أن يبلور فكرته بطريقة تجعل الفكرة قابلة للتسويق!، ولذا لا بد من تشكيل المنتج بطريقة تجعله قابلاً للتسويق، ويمكن إتمام ذلك بأمور منها:
- كتابة الفكرة، ووضع منشورات وعروض وملفات خاصة بها.
- تمييز الفكرة عن الأفكار الأخرى، من حيث الفكرة نفسها ومن حيث فائدتها وعائدها.
- حشد وتجميع فوائد وعوائد الفكرة والخدمات التي تقدمها لمن ستسوقها له.
-التسعير: ماذا سيدفع أو سيعطي من سيستفيد من الفكرة أو سيشتريها أو منتجاتها أو سيتعامل معها، فمن نريد أن نسوق فكرتنا أو مشروعنا عليه هو شخص سيتم معه نوع من التبادل بين منتج من عندنا وقيمة من عنده!، تتم عملية التبادل بسلاسة عند شعور العميل أن ما يدفعه مساوٍ لما دفعه أو أقل!، ومن هنا تأتي خطورة التسعير.
- القيمة التي يقدمها العميل: قد تكون مالاً أو جاهاً أو عملاً أو غير ذلك، وما سيأخذه العميل قد يكون منتجاً حسياً أو خدمة أو دعاءً أو وجاهة، وكلما زدنا قيمة ما نعطي للعميل رخصت قيمة منتجنا، وكلما جعلنا القيمة التي يقدمها العميل مقنعة بالنسبة له سهلت عملية التبادل التي هي جوهر عملية التسويق.
التوزيع: ونعني به أين ستوزع وتعرف وتبيع مشروعك أو فكرتك، فزيادة منافذ التوزيع مع حسن العرض يزيد من قدرتك التسويقية، ولذا من المهم حسم موضوع هل ستوزع وتعرف وتدير مشروعك بنفسك أم تتعامل مع موزعين أو وسطاء؟، وهنا تبرز مهارات التوزيع أو التعامل مع الموزعين والوسطاء والقدرة على كسبهم وكسب تفانيهم وبذلهم.
الترويج: تموت أفضل المنتجات ما لم يسوق لها وتباع أسوأ المنتجات إذا سوق لها، والترويج أحد أبرز عمليات المزيج التسويقي، وهو يحتاج إلى مهارات مهمة في الترويج لمنتجك في جميع منافذ التوزيع وفي وسائل الإعلام وفي غيرها حتى تشكل له صورة ذهنية لدى العميل حتى قبل الوصول إليه، ويحتاج الترويج إلى مجموعة من المهارات في التعامل مع:
البيع الشخصي: وهنا يدخل الإقناع وهو ما تحدثنا عنه في المهارات سابقاً.
الإعلان: في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة وغيرها.
الهدايا والنماذج: التي ستقدم للعملاء لتشجيعهم على عملية التبادل.
العلاقات العامة: التي تروج لمنتجك
وعموماً يختلف التسويق حسب اختلاف المنتج المسوق فتسويق منتج محسوس فيه نوع اختلاف عن تسويق منتج خدمي وعن تسويق فكرة أو شخص أو منتج خيري أو غير ذلك إلا أنه يجمعها كلها أنها عمليات تسويقية تحتاج لكثير من المهارات المهمة، وقد فصلنا في تسويق الأفكار في كتابنا ( سوِق فكرك -تسويق الأفكار جولة بين العلوم) وفصلنا في تسويق الأشخاص في كتاب ( سوق نفسك - واجعلنا للمتقين إماما)