إبراءً للذمة ونصحًا للأمة
فليس مقصودًا -لا شرعًا ولا عقلًا- مجرد الاعتزال والرهبنة، حتى ولو سميت زهدًا وورعًا، فهي عند ذلك زهدٌ وورع مذموم، كما أنَّه ليس مقصودًا مجرد الراحة، والسلامة، والبعد عن الناس وأذاهم؛ فـ ((الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ)).
وكما قال شيخ الإسلام: الزهد النافع المشروع الذي يحبه الله ورسوله هو الزهد فيما لا ينفع في الآخرة، فأمَّا ما ينفع في الآخرة، وما يُستعان به على ذلك فالزهد فيه زهد في نوع من عبادة الله وطاعته، والزهد إنَّما يُراد لأنَّه زهد فيما يضر، أو زهد فيما لا ينفع، فأمَّا الزهد في النافع فجهلٌ وضلال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَلَا تَعْجَزْ))ا.هـ.
أخيرًا:
خلصنا إلى أنَّه ينبغي للمسلم أن يُخلص نيته لله، ويبتغي وجهه، ثم يُسَوِّق نفسه تسويقًا منضبطًا بالشرع، يرجو به ما عند الله، لا يأمل فيه شهرة ولا تميزًا عن الناس، ولا يتطلع فيه إلى رياسة، وإنَّما يُسَوِّق نفسه تعبدًا لله، ودعوة لسبيله، وبلاغًا لدينه، ونصرة لأمته.
ثم بعد تحرير هذه القضية يتساءل بعض الناس:
كيف يمكن أن أُسَوِّق لنفسي؟
وما مهارات التسويق الشخصي؟