الخلاصة
آمال الإنسان وتطلعاته لا تنتهي، ولا يحدها سقف، فأمل الإنسان خارج دومًا عن مربع حياته.
m أصحاب المبادئ الحقيقية والأفكار الخلاقة، مستعدون دائمًا للموت في سيبل أن تحيا أفكارهم ومبادئهم؛ لأنها أغلى وأثمن في نفوسهم من حياتهم؛ وبالتالي هم على استعداد تام لبذل الغالي والنفيس من أجل تسويقها، ونشرها بين الناس.
m يتفق الناس جميعًا على أن الفكر هو المحرك للفعل.
m كل من يحمل فكرًا يحتاج إلى أن يسوق أفكاره؛ لأن الأفكار لا يصبح لها معنى إلا عندما تصل إلى الناس، ويعملون بها.
m سيبقى الدعاة والمصلحون والمربون أصفارًا لا تنطق ما لم تكن لديهم هذه القدرة التي تجعل الأصفار ذات قيمة، وتجعل الأفكار ذات معنى، وتحقق لهم أهدافهم، وتنفذ لهم برامجهم ومخططاتهم.
m لن تُنفخ الروح في الأفكار إلا بتسويقها.
m في عالم السياسة تكون النجاحات متعلقة بقدرة السياسي على السيطرة على العقول، ويأتي ذلك من خلال قدرته على تسويق أفكاره، بحيث يتبناها الناس، ويقتنعون بها، ويعملون على ضوئها.
m من أراد أن يغير في الناس شيئًا؛ فأكبر بوابة له: هي بوابة تسويق الأفكار، وهي وحدها القادرة على إحداث تغييرات جوهرية في أفكار الناس، وبالتالي في أفعالهم.
m كم من أفكارٍ عظيمة ورائعة وجميلة ماتت وذبلت وانتهت بسبب أن أصحابها لم يتمكنوا من إظهارها وتسويقها بين الناس.. وكم من أفكارٍ بسيطة وسهلة كانت ذات أثرٍ كبير في تغيير الحياة والواقع؛ لأن أصحابها أحسنوا تسويقها ونشرها للناس.
m كل الدعوات إنما جاءت لنشر أفكارها وتسويقها، وما الأديان والتوجهات الفكرية، والتجمعات الحزبية، والتكتلات السياسية..، وغير ذلك؛ إلا أمثلة لتلك الأفكار التي بُذل فيها الجهد والوقت والمال من أجل تسويقها وبثِّها ونشرها.
m الصراعات الدينية والسياسية في حقيقتها صراعات أفكار، نشأت في الحقيقة عن تصادم بين مشروعين، كل منهما يحاول تسويق أفكاره.
m العلاقة بين الحياة وتسويق الأفكار علاقة متبادلة، فالأفكار تصوغ الحياة وتصنعها، والحياة وسننها تصنع أفكارنا، وتحدد آليات تسويقنا لها.
وبعد هذه المقدمة الموجزة والسريعة عن مجال وأهمية عملية تسويق الأفكار؛ فقد آن الأوان للانطلاق، لنقوم سويًّا بمحاولة الإحاطة بالأساليب المستخدمة، والعوامل المؤثرة في نقل الأفكار وتكوينها.
فهكذا نعرف كيف تُدار الحياة، وكيف تتحرك آلتها، ومن يدير دفتها، وهكذا نعرف كيف تُقاد العقول إلى سبيل الخير، و كيف يُتلاعب بها على طريق الشر.
وهكذا نُدرك جليًّا ما يجب أن نقوم به، ولا نغفل في ذات الوقت عما يقوم به غيرنا، فلعلنا الآن نطرق هذا الموضوع البالغ الأهمية، مستعينين بالله -سبحانه وتعالى-، متوكلين عليه، راجين منه التوفيق والسداد في القول والعمل.