القرار التنفيذي
القرار بالبدء في المشروع قرار مهم بل ومهم جدًّا، وقرار شجاع، يتحمل من يتخذه كل التبعات التي على المشروع، هذه التبعات التي ربما أيسرها - في كثير من الأحيان - الخسارة المادية، لكنها تبعات نفسية وتبعات عملية وتبعات اعتبارية وتبعات مالية؛ ولذا كان لابد من التأكد قبل اتخاذ القرار حتى لا يفاجأ الشخص أنه تعجل أو تسرع في اتخاذ القرار، ولابد من التأكد من أن كل المطلوبات والأدوات والدراسات اللازمة لاتخاذ القرار موجودة ومتوفرة ومتاحة قبل القرار، حتى لا يندم على استعجاله وتسرعه.
إلا أنه بعد ذلك لا بد أن يتخذ الشخص قراره وإلا بقي في مكانه لا يستطيع أن يتقدم في حياته، كشأن كثير من الناس، الذين يمنعهم التردد أو الجبن أو الخوف أو مجموع من كل ذلك من أن يتخذوا قرارهم ويستمروا في التردد بلا قرار واضح، وللأسف إنهم يعللون ذلك بالحكمة أو عدم التسرع، وينسون أن عدم اتخاذ قرار هو قرار ولا شك!!، إلا أنه للأسف أكلف قرار وأسوأ قرار.
إن القرار بعدم البدء في المشروع هو قرار شجاع يخفض من التكاليف والخسائر والتبعات!، والقرار بالبدء بالمشروع قرار شجاع يحقق فوائد المشروع وثمراته، أما عدم اتخاذ القرار فهو تحمل للتبعات والخسائر بدون فوائد أو ثمرات!!، ولذا لا يتجه لهذا المنحى إلا الشخص المتردد أو المتواكل.
ولأهمية القرار لا بد من الاستعانة بمجموعة من الآليات التي تساعد على القرار، ومنها:
1- اكتمال الخطوات السابقة بلا تسرع ولا بطء، فالبطيء يموت وهو لا يشعر، وقد يكون مع المستعجل الزلل، فقد قلب الفكرة وحركها وأنضجها وقيمها وكتبها وبنى رؤية استراتيجية للفكرة وللمشروع تتناغم مع رؤيته لنفسه وقام بجميع الدراسات اللازمة وجرب الخطوات الأولية وعند ذلك يجب أن يتخذ القرار.
2- اكتمال المعلومات اللازمة في كل الخطوات السابقة، فليس المقصود مجرد المرور على الخطوات بل لا بد من اكتمال معلومات وثمرات كل مرحلة.
3- الاستشارة والاستفادة من عقول الناس، فمهما كانت قوة عقلك إلا أن مجموع عقول من حولك أكبر، وكلما كمل عقل الإنسان زادت مشاورته، وكلما نقص عقله اعتد به ولم يشاور.
4- الاستخارة وتفويض الأمور إلى الله، فهو وحده العليم بالمقادير وبالأنفع للإنسان، والأوفق له والأحسن لحاله، والأصل في الإنسان الضعف والجهل والتضييع إلا بجبر من سيده وخالقه ومولاه، فمنه وحده التوفيق ومنه وحده التسديد، قال الشاعر:
فأول ما يجني عليه اجتهاده
|
إذا لم يكن عون من الله للفتى
|
ولذا -ما خاب من استخار وما ندم من استشار-.