الفكرة


لدينا في هذه المرحلة فكرة، تجاوزت كونها خاطرة فقد ثبتت وأصبحت فكرة تختلف عن مجرد الخاطرة بكونها أنضج وأكثر تحديدًا، وهذه المرحلة تتداخل مع المرحلة السابقة لها والمرحلة اللاحقة لها.
ولكي تنضج الفكرة وتتحول إلى فكرة ذات محددات أكثر يمكن نقلها بعد ذلك إلى مرحلة الفكرة المكتوبة تحتاج الفكرة أن تمر بعدة مراحل أو خطوات، منها:
1- يشعر الشخص أنه يمتلك فكرة، فكرة وسط محيط من الأفكار العادية فكرة يشعر معها أنها قوية يشعر معها أنها تنبض بالحياة هذا الشعور هو الإيمان بالفكرة فهو قد آمن أنه يمتلك فكرة وأن تلك الفكرة قوية قوية للغاية.
شكل (1) وجود الفكرة والإيمان بها
2- يبدأ عقل الشخص يفكر في الفكرة، يفكر ويفكر بصورة تكاد تكون جنونية وفجأة يشعر بانبثاق أفكار جديدة تلك الأفكار تعتبر الأفكار الثانوية أفكارا تدور في محيط الفكرة الرئيسة لكنها في النهاية.. مجرد أفكار. (التفكير التوسعي).
شكل (2) التفكير التوسعي
3- نقوم بالبحث عن تبرير عن سبب لوجود مثل هذه الأفكار الثانوية  ومتى وجدنا السبب سنجد أن هناك رابطة تكونت بين الفكرة الثانوية والرئيسة  رابطة تجعل من الفكرة الثانوية شيئا مهما للعمل تلكالرابطة هي من تحول الفكرة الثانوية من هامشية لا تأثير لها إلى فكرة مهمة ورئيسة  تؤثر بنسب متفاوتة على بنيان الفكرة الرئيسة.
شكل (3) ربط الأفكار
هنا سنجد أن الأمور ستتجه إلى التعقيد نوعًا ما، فبعد تأسيس هذه الرابطة تستمر المرحلة الخاصة بالتطوير التبريري في التقدم ومعها سنبدأ مرحلة التطوير الخلاق أيضًا ومعهما التطوير التوسعي.
4- يستمر التطوير التبريري في عمله لنيتوقف عن حاجز الصلة الواحدة بل سيحاول العقل الباطن أن يجد روابط أخرى جديدة، روابط بين الفكرة الرئيسة و الأفكار الثانوية روابط بين الأفكار الثانوية وبعضها هذا ما يجعل الرابطة تزداد قوة و تأثيرا و هذا ما يمهد للمرحلة التالية.
5- بعد زيادة كمية الصلات بين الأفكار وبعضها نبدأ في محاولة دمج بعض من الأفكار الرئيسة والثانوية عن طريق الصلات الموجودة بينها وهذا من أجل تكوين رؤى ونظريات جديدة تزيد من ضخامة الفكرة نفسها سواء كانت رئيسة أم ثانوية.
6- البحث عن أفكار جديدة تقع في محيط الأفكار الثانوية الوليدة وهذا إن أردنا تسميته يمكننا القول إنها الأفكار في المرتبات الثانية والثالثة بعدًا من الفكرة الرئيسة وهي مهمة في توسيع نطاق التفكير الخاص بالإنسان.
شكل (4) توسيع نطاق التفكير
7- نكرر المراحل السابقة نفسها التبرير ثم المرحلة الخلاقة ثم المرحلة التوسعية كل مرحلة تأتي ليس في ترتيب تتابعي بل في ترتيب كمي.
شكل (5) التوسع والترتيب الكمي
ونتيجة لتراكم الصلاتالمتكونة بين الأفكار وبعضها وهذا نتاج التطوير التبريري ونتيجة لتضخمالأفكار عن حجمها الأصلي بكثير وهذا نتاج التفكير الخلاق نجد أن الصلات نفسهاتخلت عن شكلها الضعيف الخارجي لتتحد سويًا مكونة ضفيرة شديدة القوة والسماكة بحيثأننا يمكننا اعتبارها فكرة خاصة بنفسها.
شكل (6) تراكم الصلات بين الأفكار
شكل (7) اتحاد الصلات وترابطها
الأمر هذا يبدأ دومًا من الصلات الأولى، حيث يبدأ في الصلات المتكونة بين الأفكار الثانوية الأولى والفكرة الرئيسةومنبعدها الصلات المتكونة بين الأفكار الثانوية الأولى في المرتبة وهكذا.. وهذا ماينتج عنه تكوين كيان جديد كيان ضخم جدًا به صلات معقدة ووثيقة وأفكار كثيرة، هذا الكيان يتم اعتباره الفكرة الرئيسة الجديدة أو الثانية؛ وهذا لأنه حينما يصل تفكير الإنسان إلى تلك المرحلة فهو لا ينظر إلى الفكرة الرئيسة على أنها تلك النقطة الصماء الكبيرة بل هو يراها هذا البناء الضخم المتشابك وهذا منطقي؛ لأنه كلما فكر بأحد جوانبه، وجد نفسه تلقائيًا يفكر في بقية الجوانب.
شكل (8) كيان الفكرة الرئيسة
ونظرًا لأن العمل بناء متكامل فمتى انتهينا من مرحلة نهتم بالتي تليها؛ لذلك فإن اهتمام الإنسان غالبًا ما ينصب نحو الأفكار الجديدة تلك التي ترتبط بالأفكار الثانوية وليست الأصلية فيبعده عن لب الكرة الضخمة تلك يجعلها تنصهر في بوتقة واحدةدون أن ندري أو نشعر؛ لنجد أنفسنا في النهاية أمام كرة أضخم وأكثر تعقيدًا.                     
شكل (9) فكرة متكاملة
وليستطيع الشخص أن ينضج فكرته، كما تقدم، لتمر بجميع المراحل السابقة، ينبغي عليه أن يقوم بالتالي:
1- التركيز على الفكرة: وفي ملحق 2 في الأدوات تحدثنا عن التركيز البسيط والتركيز المضاعف، ويمكن الرجوع له، والتطبيق المصور السابق نوع من التطبيق على قوة التركيز المضاعف بطريقة جيدة.
2- الخيال: وهو أحد مكونات التفكير الرئيسة، وبدونه لا يوجد تفكير قوي البتة، وهو يولد مع الناس لكن للأسف نقتله -بشعور منا أو بدون شعور- بأداة الواقعية المادية السقيمة، ثم نأسف أننا لا نستطيع ابتكار أفكار أو بلورتها.
والخيال جزء مهم هنا في بلورة الفكرة وإعطائها محددات واضحة ومتكاملة، وهو يحتاج إلى موهبة ومهارة، كما يحتاج إلى معرفة بأساليبه وأدواته وآلياته، ومن أساليبه الفعالة السهلة:
أ- تخيل أن الفكرة أصبحت واقعًا مثاليًا حقيقيًا ورؤية كل تفصيلات هذا النجاح والاستمتاع بهذا الخيال وتكراره والشعور به.
ب- تخيل نهاية الفكرة ومآلاتها والعودة الفكرية الخيالية من هذا المكان إلى لحظة اليوم ورؤية كل التطويرات التي تمت على الفكرة من بدايتها حتى هذه اللحظة، وهو ما نسميه رؤية تاريخ المستقبل.
جـ- إعطاء وقت لتخيل نجاحات الفكرة والأفكار القريبة منها والروابط التي بينها، وتكرار تخيل كل فكرة لوحدها وكل رابط لوحده وجميع الأفكار مع بعضها، عبر الخيال التطويري التوسعي والتبريري، كما تقدم.
د- تحسين صور الخيال وصوته وأحاسيسه التي هي مكون وأساس التمثيل الذهني حتى يشعر الإنسان أن خياله الذي يحلم به يمتاز بصفتين:
أولًا: أنه رائع ومثالي ومحبوب للشخص.
ثانيًا:واقعي وقابل للتطبيق ولديه قناعة بذلك.
ويتم ذلك عبر:
أ- تحسن الصورة الذهنية في الذهن وحجمها وإضاءتها وألوانها وقربها أو بعدها وحركتها.
ب- وتحسين الصوت في الذهن ونغمته والجهة التي جاء منها وارتفاعه.
جـ- وتحسين الإحساس ومكانه ونوعه وقوته.
وعندما ينجح الشخص في ذلك يصبح مستعدًا أن يبذل وقته وجهده وماله بل وعمره للوصول لرؤية هذا الخيال واقع!، بل يصبح متأكدًا أنه سيراه واقعًا!!.
12588