1- لا يقوم إلا على فكرة:
لا يمكن أن يقوم مشروع بدون فكرة أولية، حتى لو بدا غير ذلك!، مما يؤكد خطورة الأفكار الأولية، وأهمية الوعي بها، وللأسف فإن كثيرًا من المشاريع تقوم على فكرة لا يعيها القائمون عليها، مما يعني بذلك استنفاذ كثير من الجهد والوقت والمال قبل قيام المشروع بشكل صحيح.
وهذا في الحقيقة ناشئ من كون الإنسان لديه تطلعات وآمال وأفكار فيها الكثير من التضارب أو التناقض أو الاختلاف، فربما قام المشروع على رغبة داخلية يحاول صاحبها أن يقتلها في نفسه!، مما يشكل صراعا بينه وبين مشروعه كما كان بينه وبين رغبته!، وربما قام المشروع على فكرة صاحبها يرى خطأها إلا أنه في لحظة من لحظات تقلب المزاج قررها، وهنا ينبع لنا أهمية ما سبق وتحدثنا عنه من عدم تجاوز عالم الفكر قبل حسم كثير من قضاياه.
2- لا يقوم إلا على خطة:
فالمشروع لا يقوم إلا على أهداف وتسلسل من العمليات والأنشطة، لذا لا يقوم مشروع بدون خطة!!، وحتى لو بدا لنا أن المشروع يقوم بطريقة ارتجالية كاملة إلا أن هذا الارتجال - للأسف - يشكل معالم الخطة بطريقة عشوائية.
لا يمكن أن يبنى منزل بدون خطة، ولا مشروع بدون خطة، لكن لو كانت فكرة صاحب المنزل أنه سيبني بخطة عشوائية، فهذه خطة سيئة جدًّا، لكن لا يمكن بناء المنزل بدونها.
ولذا لصاحب المشروع أن يختار بين أن يبني بخطة جيدة أو خطة سيئة!!، أما الخطة فلابد منها على كل الأحوال، وهذا يؤكد أهمية الخطة لأي مشروع، بل يؤكد أن الخطة هي الأساس الأولي الذي يقوم عليه المشروع.
ولو أنفق صاحب المشروع 80% من جهده في الخطة لما كان ما قام به خطأ، لكن الخطأ البسيط في الخطة قد يتحول إلى كارثة في المشروع، وهذا مرة أخرى يؤكد على أهمية عدم تجاوز عالم الفكر بسرعة قبل حسم قضاياه.
3- لا يقوم إلا على موارد:
عالم المشاريع لا يقوم إلا على موارد، سواءً كانت هذه الموارد مالية أو بشرية أو مادية أو فكرية أو تقنية.. نعم عالم الفكر لا يقوم إلا على موارد، لكن موارده أقل، وإن كانت أخطر.
وكثيرًا ما تغفل بعض المشاريع عن بعض الموارد؛ مما قد يشكل لها مشكلات عملية في التنفيذ، وعادة ما يركز أصحاب المشاريع على الموارد المالية لأهميتها التي لا شك فيها، لكن يغفلون عن توفير الموارد البشرية والفكرية والتقنية المناسبة.
ومن أراد الدخول والولوج إلى عالم المشاريع بلا موارد فهو كمن يريد أن يتنفس بلا هواء، أو يأكل بلا طعام، ولذا كان حصر وتوفير الموارد من الأهمية بمكان.
وتوفير الموارد لا يعني بالضرورة شراءها أو إحضارها الآن، لكنه يعني بالضرورة القدرة على معرفتها وتوفيرها في وقتها، وشرائها عند الحاجة إليها، هذا الشراء قد يكون بالمال، أو بالعلاقات، أو بالسمعة، أو بالثقة، أو بالمعرفة، أو بأي طريقة مشروعة.
4- لا يقوم إلا على بطل:
لا يوجد مشروع ليس له بطل أساسي!، نعم أعني شخصًا واحدًا أساسيًّا!!، حتى لو بدا غير ذلك!.
نحن كمجتمعات أصبحنا مفتونين - للأسف نظريًّا فقط - في الإدارة الجماعية والعمل الجماعي، وهذا الكلام حق ولا شك، لكنه لا ينفي أهمية الأشخاص!، ولذا كان الأنبياء أشخاص!.
وكذلك يقوم أي مشروع على بطل رئيس، وعندما ترى مشروعًا ليس له بطل رئيس، فاعلم أن غاية الأمر أنك لم تتعرف على هذا البطل، وإلا فهو موجود!، ويمكنك أن تتلفت حولك في المشاريع التي تراها لتتعرف على أبطالها الظاهرين أحيانًا والأخفياء كثيراً.
هذا البطل - إن صح التعبير- ليس بالضرورة مدير المشروع أو رئيسه أو مسؤوله، بل ربما كان أحد العاملين أو حتى المتعاونين!، وعلى صاحب المشروع الذي يريد لمشروعه أن ينجح أن يكون هو ذاك البطل، أو أن يبحث عن هؤلاء ويبذل في سبيل استقطابهم وكسب ولائهم الغالي والنفيس؛ إذ هم -بعد عون الله- الذين ينجح المشروع بهم، ويقيمونه وينمونه ويسهرون على رعايته.